رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

حقائب طهران إلى بيروت.. وثائق أم أموال لحزب الله؟

المصير

الجمعة, 3 يناير, 2025

01:09 م

من مطار بيروت

شهد مطار بيروت الدولي في الثاني من يناير 2025 حالة من التوتر السياسي والأمني، على خلفية تفتيش حقائب دبلوماسية إيرانية حملها دبلوماسي إيراني على متن رحلة لشركة "ماهان إير". الحادثة التي بدأت بإجراءات أمنية استثنائية سرعان ما أثارت جدلًا حول طبيعة المحتويات في الحقيبتين وما إذا كانت وثائق دبلوماسية أم أموالًا لدعم حزب الله.

كيف ردت إيران؟

وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أصدرت بيانًا أكدت فيه تلقيها مذكرة توضيحية من السفارة الإيرانية في بيروت، تفيد بأن الحقيبتين الدبلوماسيتين تحتويان على "وثائق ومستندات وأوراق نقدية لتغطية نفقات تشغيلية خاصة بالسفارة الإيرانية". الوزارة أضافت أن السماح بدخول الحقيبتين تم بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.

ولكن في ظل هذه التوضيحات الرسمية، فإن الحادثة ألقت الضوء على كيفية تعامل إيران مع تمويل حلفائها في المنطقة، وسط اتهامات غربية متزايدة لطهران باستخدام شبكة دبلوماسية لنقل الأموال والأسلحة.

من طهران إلى بيروت: كيف كانت تُموّل إيران حزب الله؟

لطالما لعبت إيران دورًا رئيسيًا في دعم حزب الله ماديًا وعسكريًا منذ تأسيسه في الثمانينات. التمويل الإيراني كان يتم عبر قنوات معقدة تشمل تحويل الأموال بشكل مباشر من طهران إلى بيروت عبر طرق سرية وآمنة.

الطرق التقليدية: اعتمدت طهران على الرحلات الدبلوماسية لنقل الأموال، حيث تُحمّل حقائب دبلوماسية بمبالغ نقدية كبيرة مع ضمان الحصانة التي توفرها اتفاقية فيينا.

الشبكات التجارية: أنشأت إيران شبكة من الشركات التجارية في لبنان وخارجه، تعمل كواجهة لتمويل حزب الله. هذه الشركات كانت تُستخدم لغسل الأموال وتحويلها عبر حسابات مصرفية إلى الحزب.

التحويلات الإلكترونية: مع تطور التكنولوجيا، استخدمت إيران أنظمة تحويل الأموال الإلكترونية التي تمر عبر دول ثالثة لتجنب العقوبات الغربية.

ما بعد "طوفان الأقصى".. تكثيف الدعم؟

منذ عملية "طوفان الأقصى" وتصاعد التوترات الإقليمية، تعاظمت الحاجة الإيرانية لدعم حزب الله ماليًا لضمان استمرارية دوره العسكري في مواجهة إسرائيل. تشير تقارير غربية إلى أن إيران كثفت من عمليات نقل الأموال مؤخرًا عبر وسائل غير تقليدية، مستغلة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة.

التوتر في مطار بيروت.. صدفة أم سياسة؟

الحادثة في مطار بيروت ليست الأولى من نوعها، لكنها جاءت في وقت حساس للغاية يشهد فيه لبنان ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة. إصرار السلطات اللبنانية على تفتيش الحقيبتين الدبلوماسيتين أثار تساؤلات حول ما إذا كان ذلك نتيجة لضغوط دولية على لبنان للحد من الأنشطة الإيرانية في المنطقة.

حادثة "حقائب طهران" تكشف النقاب عن واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح الدبلوماسية مع الأجندات الأمنية والمالية. وبينما تصر إيران على قانونية تحركاتها، فإن الحادثة تترك تساؤلات مفتوحة حول كيفية استمرار تمويل حزب الله في ظل العقوبات الدولية والمتغيرات الإقليمية.